الأربعاء، 11 فبراير 2009

أقترح على جميع أعضاء هيئة التدريس بكليات جامعة طيبة تحليل نتائج اختباراتهم

من الأمور التي قد يغفل عنها الكثير من الأساتذة وأعضاء هيئات التدريس عمل دراسة تحليلية دقيقة لاختباراتهم ونتائجها في كل فصل دراسي ، حيث تكشف مثل هذه الدراسات الطريق أمام المعلم ، وتبين له نقاط القوة ونقاط القصور في عناصر منظومة العملية التعليمية الخاصة بمقرراته ، بداية من مدى جودة أدائه التدريسي ومدى نمكنه من مهارات التدريس ، ومرورا بدقة إعداد اسئلة اختباراته ومدى مطابقتها لمعايير الجودة المتعارف عليها في الاختبارات الجيدة ، وانتهاءا بتحديد المستوى الفعلي والحقيقي للطلاب والطالبات الذين قاموا بالإجابة عن الاختبارات . وقد أثبتت الدراسات العلمية في مجال تحليل الاختبارات ونتائجها أن هناك كثير من العوامل والأسباب التي تتحكم في نتائج تلك الاختبارات من أهمها :
  • نوعية أسئلة الاختبار .. هل هي موضوعية؟ أم مقالية؟.. وأي صورة من صور الأسئلة الموضوعية؟؟ فهناك تفضيلات للطلاب والطالبات لبعض صور الأسئلة الموضوعية دون الصور الأخرى .. فهناك من يفضل صيغة الصواب والخطأ .. وهناك من يفضل صيغة الاختيار من متعدد .. وهناك من يفضل صيغة التكملة ... إلخ .. ولا شك أن تنوع أسئلة الاختبار ليجمع بين أكثر من صورة من صور تلك الأسئلة لهو دليل على جودة الاختبار.
  • معامل سهولة أسئلة الاختبار ومعامل صعوبتها .. فكلما زادت صعوبة أسئلة الاختبار حدث التواء في النتائج عن المنحنى الاعتدالي .. وببساطة كان عدد الطلاب والطالبات الناجحين أقل .. وكلما زادت سهولة الاختبار حدث الالتواء على الجانب الآخر في النتائج بعيدا عن الاعتدالية في النتائج فكان عدد الناجحين أكثر .. وبباسطة شديدة يحدد المنحني الاعتدالي نسبة 67% في المستوى المتوسط ، ونسبة 16,5% أعلى من المتوسط ، 16،5% دون المتوسط . فعلى سبيل المثال لو وضع المعلم اختبارا لأية فئة من الطلاب أو الطالبات فإن النتائج الاعتدالية تحتم حصول نسبة 67% على تقديرات مابين جيد ومقبول ، وحصول نسبة 16،5% من الطلاب على تقديرات جيد جدا وممتاز ، وحصول نسبة 16،5% منهم على تقديرات ضعيف وضعيف جدا .. ومن الطبيعي أن هناك بعض العوامل التي تؤثر على عدم اعتدالية نتائج الاختبارات في مؤسساتنا التعليمية العربية .. لكن مجمل القول إن عضو هيئة التدريس يستطيع الحكم على جودة أو عدم جودة اختباراته من مقارنة نتائجها بالتوزيع الاعتدالي فكلما اقتربت نتائج تحليل اختباراته من الاعتدالية كان ذلك مؤشرا على جودتها .. والعكس صحيح.
  • الموضوعية ودقة التصحيح .. فنتائج الاختبارات تتوقف على مدى موضوعيتها ، ومدى تأثرها بالعوامل الذاتية للقائم بالتصحيح ، كما تتوقف أيضا على مدى دقة نموذج التصحيح .. ومدى دقة عمليات التصحيح ذاتها .. خصوصا عمليات التصحيح التي تتم آليا .. فلو حدث أي خلل في آلة التصحيح .. أو في إدخال البيانات إليها لانعكس ذلك بالطبع على دقة النتائج .. وبالتالي الابتعاد عن اعتداليتها.. لذا ولتحرى الدقة يجب على عضو هيئة التدريس أن يعيد تصحيح عينة عشوائية من أوراق الاختبارالمصحح آليا بنموذج تصحيح يدوي ليقارن النتائج ويتأكد من دقة الدرجة .. ولا يجب أن نستهين بهذا الأمر فقد يتحدد مستقبل الطالب أو الطالبة بهذا الاختبار ونتائجه.
  • وهناك الكثير من العوامل الأخرى التي قد نناقشها في رسالة تالية.
  • وعلى ضوء ما سبق أدعو جميع الزملاء والزميلات بكليات جامعة طيبة أن يقوموا بدراسات تحليلية لاختباراتهم ولنتائج تلك الاختبارات لأنها ببساطة هي الأدوات التي يتم من خلالها الحكم على مستقبل أبنائنا وبناتنا الطالبات.

مع تحياتي وتقديري

أ.د / ماهر صبري .. الأستاذ بكلية التربية للبنات جامعة طيبة

ليست هناك تعليقات: